عيداً عن الآثار
زاهي حواس
اسمحوا لي أن أنشر هذا المقال وفي الأسبوع القادم اعود بإذن الله للكتابة عن متحف المرأة بالعاصمة الإدارية ومواصلة ما نشرناه في المقال السابق.
أولمبياد باريس
بالطبع كان درساً قاسياً! فعلى الرغم من أن البعثة المصرية (كبيرة العدد) حققت ميدالية ذهبية وأخرى فضية وثالثة برونزية إلا أن هذا ليس كافياً على الإطلاق! خاصة وأن تعداد مصر يفوق المائة مليون نسمة! ولا يجوز على الإطلاق أن يقول مسئوول عن هذا الفشل بأن البعثة فعلت كل ما تستطيع بل وقامت بواجبها؟! لابد من التخطيط العلمي الجاد لأولمبياد لوس أنجلوس. إن الدولة لا تبخل على الرياضة بشيء، بل ووفرت كل شيء على قدر ما تستطيع. يجب أن نركز على الألعاب والأبطال الذين يمكن أن ينافسوا حقيقةً ويحصدون الميداليات، وأن نختار في الانتخابات القادمة للاتحادات الرياضية المختلفة أشخاص قادرين ومؤهلين على التخطيط. إن هالت على إتصالات أصدقائي من كل مكان بالعالم يهنونني بعد حصول الجندي على الميدالية الذهبية! هذا يعني أن العالم يراقب ويزن الدول بحجم وعدد أبطالها!
الأهلي
فوز الأهلي ببطولة الدوري هذا العام أسعد الأهلاوية في كل مكان، وكان هذا الموسم من أصعب المواسم. ولم يكن البعض يتصور أن الأهلي يمكن أن يفوز في كل مبارياته المؤجلة ولكن منظومة الأهلي وخاصة من مجلس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين تثبت أن الإدارة المستنيرة يمكن أن تفعل المستحيل. ورغم أن لدينا بعض الملاحظات حول المدير الفني لكن لا يجب أن نغفل أنه هو الوحيد الذي يعرف إمكانيات كل لاعب وحالته، فلا بد أن نعطيه الفرصة كاملة ويكون النقد والحساب في النهاية. وقد استطاع كولر أن يحصل على تسعة ألقاب، وأن يحقق الفوز في 21 مباراة متتالية دون هزيمة. ويظل أجمل ما في الأهلي هو جمهوره الذي يحرك الصخر. مليون مبروك فوز الأهلي باللقب 44 للدوري العام.
فيلم الملحد
لا أدافع عن هذا الفيلم ولا أهاجمه وهو لم يعرض بعد! ولكن أكتب في هذا الموضوع لأظهر دائاً لا بد من التخلص منه. أننا نهاجم مشاريع دون أن نعرف أي شئ عنها، ولم نرها فقط لأن لدينا أحكام مسبقة عن فلان أوعلان! لابد أن ننتظر حتى يعرض الفيلم وبعد ذلك نحن أحرار في أن ننتقد أو نمتدح ويا حبذا لو تناقشنا دون شتم أو إسفاف. هل يعقل أن نخاف على الدين من فيلم وهل يستطيع فيلم أن يفعل مالم يستطيع فعله كفار مكة قبل الإسلام، بل وإمبراطوريات جبارة حاولت في الماضي ولا تزال خلائفها تحاول في الحاضر هدم هذا الدين ولن يستطيعوا أبداً "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" (التوبة ٣٢)
خالد العناني
جاء ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو مناسباً جداً، وقد أسعدنا هذا الاختيار. وأكتب اليوم في هذا الموضوع لكي أؤكد على أن هناك خطة موضوعة من الدولة ممثلة في مؤسساتها مثل وزارة الخارجية لتحقيق فوز مصر بهذا المنصب الرفيع. إنه وللمرة الأولى وضعت دراسة علمية للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو حيث أعلنت مصر عن مرشحها لليونسكو قبل الانتخابات بمدة طويلة، وفي وقت لم تعلن أي دولة أخرى عن مرشح لها. إن الإعلان المبكر واختيار مرشح بكل الصفات المطلوبة من إجادته للغات الأجنبية وخلفيته العلمية والثقافية وتوليه مناصب رفيعة من قبل منها وزارة السياحة والآثار سوف يجعل أي دولة تفكر أكثر من مرة قبل أن تعلن عن مرشح لها ينافس الدكتور خالد العناني. ومن الأشياء الإيجابية أيضا هو أن كل أجهزة الدولة تقف خلف المرشح المصري بدءاً من موافقة رئيس الجمهورية على المرشح، ودعم كل الأجهزة للمرشح المصري وتقديمه للعالم بشكل مميز. هذا العمل والمجهود يعود معظمه لدور وزارة الخارجية وخاصة الصديق سامح شكري وزير الخارجية السابق والصديق الدكتور بدر عبد العاطي الوزير الحالي الذي قام فور توليه وزارة الخارجية بالإتصال بالدكتور خالد والتنسيق معه لإستكمال المسيرة. وقامت وزارة الخارجية بتنسيق زيارات المرشح المصري الى أغلب الدول التي لها صوت في اليونسكو. وتم كل ذلك دون إعلان وباحترافية وطبعاً كان لهذه المجهودات أثر كبير في أن تعلن القمة العربية دعمها بالكامل للمرشح المصري، وكذلك دعم الاتحاد الأفريقي، وهذا الإتفاق على شخص واحد يحدث لأول مرة، عكس الانتخابات السابقة حيث كان هناك أكثر من مرشح عربي! وهنا أود أن أشير بأنه حتى الآن لم يحصل أي مرشح عربي على هذا المنصب منذ نشأة اليونسكو. والغريب أن المنظمة الدولية المعنية بالتراث الثقافي والتعليمي المتنوع لم تبرهن حتى الآن على سياسة التنوع في اختيار مديريها! ولذلك فإن وجود مرشح عربي لهذا المنصب يجمع عليه الجميع أمر مهم للغاية. إنني شخصياً أدعم الدكتور خالد العناني في كل لقاءاتي من خلال محاضراتي في الخارج واللقاءات التي أقوم بها مع وزراء الدول المختلفة أثناء جولاتي العلمية.
يحيى الفخراني
ترك لنا فنانوا الزمن الجميل أفلام ومسرحيات ومسلسلات خالدة ما زلنا نستمتع بها الى اليوم. عرفت الفنان القدير يحيى الفخراني لأول مرة عندما جاء الى مكتبي بمركز تسجيل الأثار؛ وكنت وقتها أمين عام المجلس الأعلى للآثار. كان يحيى يعد للقيام بدور محمد علي في فيلم. وقد سعدت جدا بهذه المقابلة وتصورت أنه الوحيد الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور، وبعد ذلك أصبح من أقرب أصدقائي ونتقابل كثيرا لنتحدث في كل شئ. يحيى الفخراني فنان محترم ومثقف يحرص على إختيار أدواره وأعماله بحرص شديد، لا يقبل أي دور إلا إذا كان مؤمناً أنه سوف يبدع فيه. إنه الباشا سليم البدري في ليالي الحلمية والخواجة عبد القادر وشيخ العرب همام وشرف فتح الباب، ولا ننسى يتربى في عزو، والليل وأخره، و عباس الأبيض وغيرها. أما عن الأفلام فرصيده ضخم مثل عودة مواطن، وللحب قصة أخيرة، والكيف ومبروك وبلبل، وأرض الأحلام، وخرج ولم يعد، وامرأتان ورجل. إنني أعشق أحب مشاهدة صديقي يحيى الفخراني على خشبة المسرح، فهو أستاذ ومدرسة دون إنفعال ودون تمثيل بل معايشة حقيقية للشخصية التي يؤديها، ومن أشهر مسرحياته والتي شاهدتها مؤخرا مسرحية ليلة من ألف ليلة والملك لير. يستعد يحيى الفخراني حاليا لكي يعيد مسرحية الملك لير على خشبة المسرح القومي. وسوف يكون هناك إخراج جديد، وبوجوه جديدة للأدوار الأخرى وخاصة الدور الذي قام به الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وهو الدور الأهم الثاني بعد دور الملك لير. يقول يحيى الفخراني: "المسرح فيه ميزة وعيب ما ينفعش يروحله غير إللي بيحبه". وأتذكر دائما لقاءاتنا المتعددة عندما يسأله أي شخص عن أحب أدواره فيقول لا يمكن تحب دور معين لأن لازم تنسى الدور عشان تعيش في الدور الجديد وقال أيضا أن المؤلفين حاليا سواء للمسرح أو المسلسلات أصبحوا في مأزق والسبب أن يحيى قام بالعديد من الأدوار المختلفة سواء الدراما أو الكوميدي وأصبح من الصعب لأي مؤلف أن يقدم دور جديد ليحيى الفخراني. أنه إنسان بسيط، نقي القلب لا يحمل أي سوء لأي إنسان، بل هو يحب كل الناس، ومن الصعب أن ينتقد زميل أو زميلة له. وتظل أجمل لقاءاتنا تلك التي كنت أنظمها أسبوعياً بحضور الفنان عمر الشريف والفنانة الكبيرة لبلبة والمخرجة المبدعة ساندرا نشأت.
السياحة
نسمع العديد من الآراء التي تخص السياحة وما يجب أن يتم لجذب السائح لزيارة مصر. وللأسف الشديد فإن الحروب الدائرة الآن في الشرق الأوسط، وإعلان المحتل الإسرائيلي الهجوم على لبنان واليمن، والمجازر التي تتم يومياً في غزة، بالإضافة إلى ترقب إنتقام إيران من المحتل الإسرائيلي، كل هذا يجعل من الطبيعي أن يعدل السائح عن المجيئ إلى مصر. كانت السياحة الأمريكية قد بلغت ذروتها قبل الحرب في غزة والأن وصلت الى أعداد قليلة جدا. ولذلك فإن الإعلانات في الصحف أو التليفزيون ليس لها أي فائدة تذكر. إن عودة السياحة تتلخص في أن يقرأ المواطن في صحف بلاده أن مصر أمان. وحقيقةً فلا توجد دولة في المنطقة كلها يسودها الأمان مثل مصر. والسائح الذي يزور أثارنا و شواطئنا يعود إلى بلاده ليتحدث عن جمال مصر وعظمة مصر وأمنها. لذلك أعتقد أن الوسيلة الوحيدة الآن للترويج السياحي هو العمل على تنفيذ موضوعين وتقوم بتنفيذهم هيئة تنشيط السياحة الموضوع الأول هو التعاون مع سفارتنا في الخارج على دعوة مجموعة من الصحفيين بصفة دورية للحضور إلى مصر وخوض تجربة الزيارة من خلال زيارتهم للآثار بالقاهرة والأقصر وأسوان بالإضافة إلى دعوة بعض مقدمي البرامج الشهيرة للحضور إلى مصر وهذا لن يكلف الوزارة شيء لأنه من الممكن التعاون مع القطاع الخاص حيث تقدم الفنادق وأصحاب المراكب النيلية دعوات لاستضافة هؤلاء الضيوف. الموضوع التاني هو القوافل السياحية بمعنى أن يتم ترتيب قافلة من العاملين في الفنادق وشركات السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة وذلك للسفر إلى أمريكا وأوروبا وقبل السفر لا بد من الاتفاق مع شركات الدعاية في هذه البلاد للترتيب لهذه القوافل لمقابلة الشركات التي تقوم بجولات سياحية إلى مصر وكذلك لقاء العام عن طريق المحاضرات ولقاء الصحافة وإعطاء الصحافة أخبار عن الإكتشافات الأثرية.